Actualités

خبير يُـعدِّد أسباب اخْتفاء النحل من أقدم وأكبر مَنْحلة جماعية بالعالم

بية النحل للواجهة بعدما تعرضت له أقدم منحلة جماعية  بقرية إنزركي، والتي يصنفها خبراء متخصصون بأنها “أقدم و أكبر مزرعة جماعية تقليدية لتربية النحل في العالم”، والتي تم إنشاؤها سنة 1850.

واشتكى مربو النحل بقرية “أنزركي” ضواحي جماعة أركانة القروية التابعة لإقليم تارودانت بجهة سوس ماسة، من اختفاء حوالي 40 من أصل 90 من خلايا النحل، ما يطرح علامات استفهام عن أسباب هذا الإختفاء وما إن كان المغرب أمام ظاهرة موسمية لهروب جماعي للنحل من مزارعه الأصلية.

كرونولوجيا اختفاء النحل بالمغرب

وفي هذا السياق، يرى رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك الطبيب البيطري، بوعزة الخراطي، الذي له خبرة في تربية النحل بالمغرب جمعها في كتابه “تربية النحل في المغرب”، أن “ظاهرة اختفاء النحل بدأت في مدينة بني ملال في نونبر ودجنبر من السنة الماضية، ففي تلك الفترة بدأ النحالون يأخذون نحلهم ليرعى في حقول الزقوم في منطقة “فم الجمعة” التي يتواجد فيها الزقوم بكثرة”.

وأضاف الخراطي في حديثه لـ”آشكاين”، أن “أولئك النحالين كانوا رحالة ويأتون من مناطق مختلفة، سواء من مراكش أو أكادير أو من منطقة الغرب، ويجلبون نحلهم إلى تلك المنطقة في فترة إزهار الزقوم، وعندما عاد الناس إلى مناحلهم الأصلية لاحظوا اختفاء للنحل”.

رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك الطبيب البيطري، بوعزة الخراطي، الخبير في تربية النحل بالمغرب

وشدد على أن “أول من أشار إلى هذا الاختفاء لأول مرة ولفت انتباه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية “onssa”، هي نقابة مربي النحل المهنية  الموجودة بمدينة مكناس، وهي أول من دق ناقوس الخطر برسائل ثابتة لـ”أونسا”، وأخبرته بأن هناك مشكل في قطيع النحل بالمغرب، ما دفع “أونسا” لإجراء تحرياته وأقام مناظرة وطنية حول ظاهرة اختفاء النحل، تزامنت (المناظرة) مع تراجع أعراض الإختفاء لدى النحل”.

اختفاء نحل “إنزركي يستدعي تدخل “أونسا”

ولفت الخبير في تربية النحل نفسه، أن “ما سمعناه عن اختفاء منحل “إنزركي”، يطرح تساؤلات، توجب على “أونسا” إجراء تحرياته، عمّا إن كان النحل يتم ترحيلُه للرعي في مناطق أخرى أم لا، إذ أنه تاريخيا و حسب ما ذكر في الكتاب المعسول، فإن النحل كان يبقى في هذا المنحل طوال السنة، لأن الطريقة التي بني بها لا يمكن معها القيام بتنقيله”.

موردا أنه “تجب معرفة ما إن كان نحالو إنزركي لديهم مناحل أخرى خارج إنركي ويشتغلون في نفس الوقت في منحل إنزركي، وإن صح هذا الإحتمال فيعني ذلك أنهم نقلوا العدوى إلى منحل إنزركي من الخارج إلى الداخل”.

عوامل اختفاء النحل من أقدم منحلة “إنزركي”

و أكّـــد المتحدث نفسه، أنه “لو كان الأمر مرتبطا بظاهرة اختفاء النحل التي شهدها المغرب مؤخرا لكان النحل قد اختفى من إنزركي في الفترة التي اختفى فيها النحل في باقي مناحل المغرب، والحال أن منحل إنزركي  ظهرت فيه هذه الحالة في هذا التوقيت، فيعني إما أن أحد النحالة رحّل منحله واشتغل به ولم يعقم وسائله ونقل العدوى من فيروس “الكوفان ساكسيفورم”، وهذا عامل من العوامل ويبقى أرجحها”.

وتابع الخراطي متسائلا عن ما إن “كان أولئك النحالة في إنزركي منظمين في إطار تعاونية، وهل هم ضمن شراكة التعاون مع وزارة الفلاحة أم لا، لأنه إن كانت لديهم شراكة مع وزارة الفلاحة فسيستفيدون من الدعم، وإن كان العكس فلن يستفيدوا، ولذلك يمكن أن صرختهم هذه جاءت ليتمكنوا من الإستفادة من الدعم المخصص للنحالين من طرف الوزارة”.

هل نحن أمام ظاهرة موسمية؟

وعن سؤال “آشكاين” عن ما إن كانت ظاهرة الاختفاء موسمية، أكد الخراطي أنها ليست كذلك “نظرا لوجود أمراض تصيب النحل منها أمراض بكتيرية وفيروسية، وتصاب بطفيليات، وتكون أحيانا عرضة لسوء تدبير النحال، كما تكون عرضة لهجمات النحل الآخر الذي يكون جائعا ويهجم على منحل ما، ولا يمكن القول بأن الأمر مرتبط بالجوع نظرا لما شهده المغرب من تساقطات أخيرة وحرارة مرتفعة، ما يعني أن النحل سيخلف ما ضاع إذ أن كل الحقول مزدهرة وسيتكاثر النحل”.

صرخة كاذبة توجب تدخل 3 وزارات للعناية بهذه “التحفة الوطنية”

وأردف الخراطي أنه “يجب البدء في التحريات في مثل هذه الصرخات والقرار يأتي بعدها كي يكون لهذه التحريات ثوابتها  وكي لا تكون صرخة كاذبة، لأن المتضررين من هروب النحل في  نونبر و دجنبر الماضي تم علاج مناحلهم بالعلاج المتوفر، وبما أن منحل إنزركي هو تحفة وطنية و تراث عالمي فيجب أن يكون مؤطرا من طرف طبيب بيطري عبر المراقبة المستمرة”,

وخلص محدثنا إلى أن هذا المنحل التاريخي “ظل لسنوات من التاريخ فارغا من النحل، إذ أنه عندما زاره سنة 1984 كان فارغا و لم تكن فيه ولو نحلة، وبعدها اجتهد نحّالو المنطقة و أعادوا له النحل ودخل بعدها في التراث الوطني، لذلك يجب أن يشمله اهتمام خاص من ثلاث وزارات: وزارة الثقافة، وزارة السياحة و وزارة الفلاحة، بما فيها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أونسا، من خلال إنشاء لجنة خاصة لتدبير هذه المؤسسة لتكون مؤطرَة من الناحية الصحية والفلاحية، ومن الناحية  التراثية عبر فتح مسالكه للسياح، نظرا لعدم وجود هذا المنحل في أي دولة في العالم”.

Connectez-vous avec nous

0 Commentaires

Laisser un commentaire